تنفيذ الإتفاق في مُخيّم عين الحلوة “خطوة – خطوة” وبحذرإختبار الأمن مُرتبط بتسليم المطلوبين… أو الخيار العسكري

يتم تنفيذ الاتفاق، لانهاء ذيول الاشتباكات التي وقعت قبل نحو شهر في مخيم عين الحلوة، على طريقة “الخطوة – خطوة”، بعد ان توافق اطراف “الهيئة الوطنية الفلسطينية المشتركة” على بنود في السفارة الفلسطينية، توقف الاعمال العسكرية وتزيل الدشم والمتاريس، مع انتشار قوة امنية فلسطينية مشتركة، وتسليم المطلوبين او المشتبه بهم، في اغتيال قائد “الامن الوطني” في صيدا اللواء ابو اشرف العرموشي، حيث لم يتم الالتزام بهذه البنود، لا سيما تسليم المطلوبين الذين وردت اسماؤهم في تقرير للجنة التحقيق التي شكلتها الهيئة، مما اعاد الاشتباكات من جديد، فتدخل الرئيس نبيه بري وعقد لقاءات مع مسؤولي الفصائل الفلسطينية، واكد عليهم ضرورة الالتزام بما تعهدوا به، ووقعوا عليه في اتفاق، شهد عليه مندوب حركة “امل” محمد الجباوي، وامين عام “التنظيم الشعبي الناصري” النائب اسامة سعد، واحد ضباط المخابرات في الجيش اللبناني، ورئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني باسل الحسن وممثلون آخرون.

نكث الموقعون على الاتفاق بتعهدهم، ووجهوا الاتهامات لبعضهم، اذ اتهمت “فتح” حركة “حماس” بانها تقف وراء القوى الاسلامية لتصفية وجود “فتح” في مخيم عين الحلوة، الذي يرمز الى عاصمة الشتات الفلسطيني، ولانه اكثر المخيمات التي تضم لاجئين فلسطينيين، فردت “حماس” التهمة عنها، واكدت على انها ملتزمة بتطبيق الاتفاق، وهذا ما اكدته لبري، عندما زار نائب رئيس “حماس” موسى ابو مرزوق لبنان، وقد سبقه اليه عضو اللجنة المركزية لـ “فتح” عزام الاحمد، الذي تعهّد ايضا للمسؤولين اللبنانيين، بتأمين الهدوء والاستقرار في المخيم وجواره.

وبدأت اولى خطوات تنفيذ الاتفاق، بانتشار 176 ضابطا وعنصرا من قوات “الامن الوطني” المكونة من فصائل فلسطينية بما فيها قوى اسلامية، حيث تمركزت في نقطتين الاولى في حي الطيري سنترال البراق، والثانية في الشارع الفوقاني المجاورين “لبستان اليهود”، الذي اسموه الفلسطينيون “بستان القدس”، ونجحت الخطوة الاولى التي ستتبعها خروج مسلحي “القوى الاسلامية” المؤلفة من “جند الشام” و”عصبة الانصار” و”الشباب المسلم” من مدارس “الاونروا”، حيث يرتبط العام الدراسي لحوالى 4 آلاف طالب بتحرير المدارس منهم، وفق ما يؤكد مسؤول فلسطيني مواكب لتنفيذ الاتفاق، ويؤكد بان المسألة مرتبطة بابرز خطوة وهي تسليم المشتبه بهم بمقتل العرموشي ومرافقيه الاربعة، اضافة الى المتورطين بمقتل شاب من آل زبيدات، وهم من حركة “فتح”.

والاجراءات الامنية التي بوشر بتنفيذها برئاسة اللواء محمود الجبوري، يتم التعاطي معها بحذر، بالرغم من انها تركت اثرا ايجابياً لدى سكان المخيم كما في صيدا والجوار، وفق مصدر فلسطيني، الذي شدد على ان الاختبار هو في تسليم المطلوبين، اذ لا يمكن لحركة “فتح” ان تصاب بهزيمتين: الاولى مقتل العرموشي، والثانية عدم تسليم المطلوبين، وهذا ما سيترك المسؤولين فيها امام خيار الرد عسكرياً، اذا اقفلت ابواب الحل السياسي، ولم تنجح الوساطات السياسية، ولا التعهدات والالتزامات بتسليم القتلة، حيث يضع المصدر المسؤولية عند “حماس”، التي اكدت على ايجاد حل للمطلوبين، وهو ما تعهد به ايضا كل من جمال الخطاب، وشريف عقل المسؤولين في “عصبة الانصار” و”جند الشام”، وكذلك تقع المسؤولية ايضا على من تعهد هؤلاء امامهم، وهم حكومة تصريف الاعمال والجيش اللبناني وممثلو احزاب، كما رئيس المجلس، اذ على هؤلاء جميعا ان يضغطوا ويواصلوا لقاءاتهم واتصالاتهم، لانجاز تسليم المطلوبين قبل نهاية ايلول الجاري، حيث اعطيت المهلة الكافية، لنزع كل اسباب عودة الانفجار الى مخيم عين الحلوة.

فمع مرور 15 يوما على التعهد الاخير، بالتزام تنفيذ الاتفاق، فان الايام الاربعة القادمة ستكون مصيرية، فاما يتم تسليم المطلوبين وازالة المظاهر المسلحة وفتح المدارس وعودة مَن تركوا المخيم، او تعود الاشتباكات وهذا ما يقلق المسؤولين في المخيم، ومعهم القيادات اللبنانية.

فالمسألة ليست امنية فقط، على اهمية ذلك، بل بالمشروع المرسوم لمخيم عين الحلوة، كما للوجود الفلسطيني، وارتباطه باسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهو مطلب “اسرائيلي” ومخطط اميركي، وُضع منذ نحو اكثر من نصف قرن، يقول المصدر، الذي لا يعزل ما جرى في المخيم عما هو مرسوم للمسألة الفلسطينية، التي ستضيع في التسويات السلمية كما حصل في اتفاق اوسلو، او في التطبيع الذي انتهجته انظمة عربية، او في “اتفاق ابراهاما”، و “صفقة القرن”، وكلها تصب في تصفية هذه المسألة، التي نقيضها ما سماه الصهاينة خصوصاً والغرب عموماً “المسألة اليهودية”، التي تعيد اليهود الى “وطنهم التوراتي” في “اسرائيل الكبرى” بحدودها من “الفرات الى النيل”.

لكن هذا المشروع الصهيوني بدأ يفشل، بعد ان قامت بوجهه خطة معاكسة تعبّر عنها المقاومة في فلسطين ولبنان، وهي طرد الاحتلال الصهيوني، الذي بدأ يتآكل مع جيشه ويفقد القوة التي لا تقهر، وهذا ما ترك قادة العدو يضعون سنوات قليلة لنهاية الكيان الصهيوني.

المصدر: كمال ذبيان

Scroll to Top