يستيقظ لبنان هذا الصباح على إيقاع متسارع من الأحداث، ومشهد سياسي مأزوم تتنازعه المصالح والتجاذبات. بلد الأرز الذي لطالما شكل رمزًا للصمود، يبدو اليوم واقفًا على حافة انتظار طويل: انتظار الإصلاح، وانتظار الاستقرار، وانتظار الخلاص.
في الداخل، تتحرك الحكومة ببطء نحو مناقشة خطة إعادة الهيكلة المالية، في محاولة لتخفيف الخسائر التي تجاوزت السبعين مليار دولار منذ بداية الانهيار عام 2019. لكنّ هذه الخطة تواجه عقبات كبيرة، أبرزها غياب الثقة بين الدولة والمواطن
أما على الصعيد الأمني، فالتوتر لا يزال قائمًا في الجنوب، حيث تتجدد المناوشات وتتصاعد التصريحات، بينما يبقى ملف السلاح خارج الدولة عقدة العقد في المشهد اللبناني. فبين من يدعو لحصر السلاح بيد الشرعية، ومن يعتبره درعًا بوجه التهديدات الإسرائيلية، يضيع الموقف الوطني الجامع، وتضيع معه بوصلة القرار السيادي.
إقليميًا ودوليًا، تتكثف الضغوط على لبنان. فقد أعلنت واشنطن تقديم دعم جديد لقوى الأمن بقيمة 230 مليون دولار، في خطوة تُقرأ على أنها محاولة لإعادة التوازن إلى المعادلة الداخلية وتعزيز مؤسسات الدولة.
لكن ما بين أرقام المساعدات وخطط الإصلاح، يبقى المواطن اللبناني هو الحلقة الأضعف، يواجه الغلاء وفقدان الأمان والقلق من الغد. فلا الإصلاح تحقق، ولا الثقة عادت، ولا الأفق السياسي تفتح.
✍️ هيئة التحرير – منارة الأرز